responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 326

يوم الأحد سحرا ، واجتزنا في طريقنا بين هونين وتبنين بواد ملتف الشجر ، وأكثر شجره الرند ، بعيد العمق كأنه الخندق السحيق المهوى ، تلتقي حافتاه ، ويتعلّق بالسماء أعلاه ، يعرف بالإسطبل ، لو ولجته العساكر لغابت فيه ، لا منجى ولا مجال لسالكه عن يد الطالب فيه ، المهبط إليه والمطلع عنه عقبتان كؤودان ، فعجبنا من أمر ذلك المكان» [١].

٣ ـ حصن تبنين : ٩ جمادى الآخرة سنة ٥٧٩ هـ

يقول : «فأجزناه [٢] ومشينا عنه يسيرا ، وانتهينا إلى حصن كبير من حصون الإفرنج يعرف بتبنين ، وهو موضع تمكيس القوافل ، وصاحبته خنزيرة تعرف بالملكة ، وهي أمّ الملك الخنزير صاحب عكّة دمرها الله ، فكان مبيتنا أسفل ذلك الحصن» [٣].

٤ ـ عمران جبل عامل ودفع الضرائب الباهظة للصليبيين

يقول : «ورحلنا من تبنين ، دمّرها الله ، سحر يوم الاثنين ، وطريقنا كلّه على ضياع متّصلة وعمائر منتظمة ، وسكّانها كلّها مسلمون ، وهم مع الإفرنج على حالة ترفيه ، نعوذ بالله من الفتنة ، وذلك أنّهم يؤدون لهم نصف الغلّة عند أوان ضمّها ، وجزية على كلّ رأس دينار وخمسة قراريط [٤] ولا


[١] رحلة ابن جبير : ص ٢٧٤.

[٢] يقصد وادي الإسطبل.

[٣] رحلة ابن جبير : ص ٢٧٤.

[٤] وأي ترفيه ذكره سابقا واستعاذ بالله منه ، وأهالي هذا الجبل الأشم يعاملون كالرقيق المستعبدين ، فهم يعيشون بين نار الضرائب المرهقة التي طالت البشر والغلّة والشجر وهجرة شبابهم الذين التحقوا بجيش حسام الدين بشارة العاملي ، وبين نار التعصّب المذهبي الذي أحدث تغييرا ديموغرافيا في مدنهم الكبرى كصيدا وطبرية والرملة ونابلس وغيرها.

اسم الکتاب : الحلقة الضائعة من تاريخ جبل عامل المؤلف : علي داود جابر    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست