واقتصر عليه ولم يذكر ما وقع بعده ، وبعضهم ذكر [١] تاريخا تعرض فيه إلى ذكر بعض جماعة من أعيان بيت المقدس مما ليس فيه كبير فائدة ، وأحببت [٢] أن أجمع بين ذكر البناء والفضائل والفتوحات وتراجم الأعيان ، وذكر بعض الحوادث المشهورة ليكون تاريخا كاملا ، والله سبحانه المسؤول وهو المأمول أن يمنّ عليّ بتيسير إتمامه ، وكما وفقني لبدايته يعينني على إكماله وختامه ، وأن ينفعني والمسلمين بما فيه ، إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
نبذة يسيرة من تفسير أول سورة الإسراء
وذكر أسماء المسجد الأقصى
قال الله سبحانه وتعالى [٣] وهو أصدق القائلين في كتابه العزيز : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١) [٤].
قال المفسرون [٥] ، رضياللهعنهم [٦] : سبحان هي تنزيه الله تعالى من كل سوء ووصفه بالبراءة من كل نقص ، وتكون سبحان بمعنى التعجب ، أسرى بعبده ليلا أي سيره والعبد هو محمد ، 6 ، لم يختلف في ذلك أحد من الأمة ، من المسجد الحرام ، يعني مكة إلى المسجد الأقصى ، هو مسجد بيت القدس ، الذي باركنا حوله ، يعني بالأنهار والأشجار والثمار [٧].
وعن ابن عباس [٨] في قوله تعالى : باركنا حوله فلسطين والأرض ويأتي ذكر فلسطين فيما بعد إن شاء الله تعالى ، وأما الأردن فهو نهر الشريعة المذكور في قوله
[١] ذكر أ : كتبه ب ج د ه / / إلى ذكر أ ج د ه : لذكر ب.
[٨] ابن عباس : عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، رضياللهعنهما ، الإمام البحر عالم العصر ، ابن عم رسول الله ، 6 ، مات 6 ، ولعبد الله ثلاث عشرة سنة ، وقد دعي له أن يفقه في الدين ويعلمه التأويل ، توفي ابن عباس في الطائف سنة ٦٨ ه / ٦٨٧ م ، ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ٧٣ ؛ ابن سعد ١ / ٢٧٨ ـ ٣٨٤ ؛ ابن حبان ، تاريخ ١٤٨ ؛ الذهبي ، تذكرة ١ / ٤٠ ؛ ابن العماد ١ / ٢٩٤.