لشيخ الإسلام كمال / / الدين [١] أبي المعالي محمد بن أبي شريف الشافعي [٢] ، أدام [١ / ب] الله النفع بعلومه ، وأذكر تاريخ مولده وأسماء مصنفاته وما تيسر من ترجمته ، واجتهدت [٣] في إيجاز لفظ هذا الكتاب حسب الإمكان طلبا للاختصار.
وسميته ب (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل) وإذا منّ الله بإكماله كان تاريخا للقدس والخليل خاصة ولغيرهما عامة ، فإنه يكون فيه تاريخ المساجد الثلاثة وغيرها ، فالكعبة المشرفة ذكرها بالنسبة إلى ذكر قصة سيدنا الخليل ، عليه الصلاة والسلام ، ومسجد النبي ، 6 ، ذكره بالنسبة لذكره [٤] الشريف ، وغير ذلك من الحوادث بالنسبة لارتباط الأخبار بعضهما ببعض ، وحين عزمي على جمعه لم أقصد ذلك وإنما قصدت ذكر ما يتعلق بالقدس والخليل فقط ، فتأملت ما قصدت جمعه فرأيت الحال [٥] يتطرق إلى ذكر جميع ذلك لأمور لا تخفى على من تأمل ، والله يعلم أني لم أقصد بذلك الفخر [٦] ، ولا أن يقال إني من جملة المصنفين لعلمي بحقيقة حالي في التقصير وأن بضاعتي في العلم مزجاة ، وإنما دعاني لذلك أن غالب بلاد الإسلام قد اعتنى بها الحفاظ وكتبوا ما يتعلق بتاريخها مما يفيد أخبارها الواقعة في الزمن السابق [٧].
وبيت المقدس لم أطلع له على شيء من ذلك يختص به ، وإنما ذكروا في التواريخ أشياء في أماكن متفرقة ، ورأيت الأنفس متشوقة إلى شيء من هذا النمط الذي قصدت فعله ، وإن بعض [٨] العلماء كتب شيئا يتعلق بالفضائل فقط ، وبعضهم تعرض لذكر الفتح العمري وعمارة بني أمية ، وبعضهم ذكر [٩] الفتح الصلاحي
[١] كمال الدين أ : الشيخ كمال الدين ب : كمال الملة والدين ج د ه.
[٢] كمال الدين أبي شريف : هو محمد بن محمد بن أبي بكر بن أبي شريف القدسي الشافعي ، ولد في بيت المقدس ونشأ بها ، وحفظ القرآن الكريم ، وقدم القاهرة وأخذ عن علمائها ، ثم تولى مشيخة الصلاحية ، ومن تصنيفه : الإسعاد لشرح الإرشاد في الفقه ، واللوامع في الأصول ، والفرائض في حل شرح العقائد ، توفي سنة ٩٠٠ ه / ١٤٩٥ م ، ينظر : السخاوي ٩ / ٦٤ ـ ٦٧ ؛ العليمي ٢ / ٣٧٧ ـ ٣٨٢ ؛ العليمي ٤٧٤ ـ ٤٧٩.