عثمان ، فعلا فيه أنواعا من البر والخير ووضع الأسلحة ، برسم المجاهدين في سبيل الله.
محراب داود 7 وغيره من المشاهد
أما محراب داود ، 7 ، فهو خارج المسجد الأقصى في حصن عند باب المدينة وهو القلعة ، وكان الولي يقيم [١] بهذا الحصن ، ويعرف هذا الباب قديما بباب المحراب والآن بباب الخليل : فاعتنى السلطان بأحواله ورتب له إماما ومؤذنين وقواما ، وأمر بعمارة جميع المساجد والمشاهد ، وكان موضع هذه القلعة دار داود ، / / 7.
وكان الملك العادل نازلا في كنيسة صهيون وأجناده في خيامهم على بابها ، وفاوض [٢] السلطان جلساءه من العلماء في مدرسة الفقهاء الشافعية ، ورباط للصلحاء الصوفية. فعين للمدرسة الكنيسة المعروفة بصندحنه [٣] ، فإنه يقال : إن فيها قبر حنة أم مريم وهي عند باب الأسباط ، وعين للرباط دار البطرك وهي بقرب كنيسة قمامة وبعضها راكب على ظهر قمامة ، ووقف عليهما أوقافا حسنة ، وأمر بإغلاق كنيسة قمامة ، ومنع النصارى من زيارتها ، وأشار عليه بعض أصحابه بهدمها ، ومنهم من أشار بعدم الهدم لأن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضياللهعنه ، لما فتح القدس [٤] أقرهم عليها ولم يهدمها.
وأقام السلطان على القدس على تسلم ما بقي بها من الحصون. ورحل الملك الأفضل إلى عكا ثم تبعه الملك المظفر إلى عكا أيضا ، ثم إن السلطان فرق ما جمعه على ما مستحقيه من الجند والفقهاء والفقراء والشعراء ، فقيل له : لو ادخرت هذا المال لأمر يحدث ، فقال : أملي بالله قوي. وجمع الأسارى [٥] ، وكانوا ألوفا من المسلمين ، فكساهم وأحسن إليهم ، وذهب كل منهم إلى وطنه.
ومكث السلطان على القدس ينظر في مصالحه ، وكان في خدمته الأمير علي بن أحمد المشطوب ، وكان معه [٦] أهل صيدا وبيروت وهما بقرب صور ، وخاف أن يفوته فتحها ، وكان يحث السلطان على المسير إليها ، وكان المركيس عند