وسار حسام الدين بن محمد بن عمر بن لاجين [٦] على سمت نابلس ، ووصل إلى سبسيطية فتسلمها ووجد مشهد زكريا ، 7 ، وقد اتخذه القسوس كنيسة فأعاده مشهدا كما كان ، ثم قصد نابلس ونازلها وحاصرها ، وطال حصارها [٧] ، ولم يزل مقيما عليها حتى استأمنوه ، ووثقوا بأمانه ، ثم سلموها وخلصت له نابلس وأعمالها ، وكان معظم أهلها وجميع سكان نواحيها مسلمين ، وكانوا في شدة عظيمة من الفرنج.
وكانت الفولة من أحسن الحصون ، وفيها من العدو والأموال شيء كثير ، وكانت مجمعهم ، فلما كان يوم المصاف خرجوا بأجمعهم ، وحصل لهم ما حصل من القتل والأسر [١٠] ، ولم يبق بها إلا الأراذل ، فسلموا الحصن بما فيه إلى
[١] ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ١٧٩ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ٨٨ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٢٠٩.
[٢] هو الأمير بدر الدين يلدرم الياروقي صاحب تل باشر توفي سنة ٦١١ ه / ١٢١٤ م ، ينظر : أبو شامة ، الذيل ٨٧.