يستحب [١] لمن أراد دخول المسجد الأقصى أن يبدأ برجله اليمنى ويؤخر اليسرى ويقول : اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج صلى على النبي ، 6 ، وقال : اللهم اغفرلي ذنبي [٢] ، وافتح لي أبواب فضلك.
ويستحب لمن أراد دخول الصخرة [٣] أن يجعلها عن يمينه حتى يكون بخلاف الطواف حول البيت الحرام ويقدم النية ويعقد التوبة بالإخلاص مع الله تعالى. وإن أحب أن ينزل تحت الصخرة [٤] في المغارة فليفعل. فإذا نزل يكون بأدب وخشوع ويصلي ما بدا له ويدعو بدعاء سليمان ، 7 ، الذي دعا به لما فرغ من بنائه وقرب القربان وهو قوله : «اللهم من أتاه من ذي ذنب فاغفر ذنبه أوذي ضر [٥] فاكشف ضره ، ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة ، ويجتهد في الدعاء تحت الصخرة ، فإن الدعاء في ذلك الموضع مقطوع له بالإجابة [٦] ، إن شاء الله تعالى». وحكى جماعة من العلماء : أن الأدعية التي يدعى بها ليس فيها خصوصية بهذا الموضع فإن الإنسان مأمور بالدعاء موعود عليه بالإجابة لقوله تعالى : (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[٧] ، وقوله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ)[٨] والمراد من الأدعية : ما وردت به السنة الشريفة النبوية.
فمن ذلك ما رواه أنس بن مالك ، رضياللهعنه ، عن النبي ، 6 ، أنه قال لأبي عياش [٩] زيد بن الصامت الزرقي حين رآه يصلي ويقول : اللهم إني أسألك يا ذا الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ، فقال
[٩] أبو عياش الزرقي : اسمه زيد بن النعمان ، ويقال : زيد بن الصامت وهو من بني زريق ، كان فارس رسول الله ، 6 ، ينظر : ابن حبان ، تاريخ ١٠٦ ؛ ابن حجر ، الإصابة ٤ / ١٤٢.