وعن كعب الأحبار من أتى بيت المقدس ، فصلى عن يمين الصخرة ، وعن شمالها ، ودعا عند موضع السلسلة ، وتصدق بما قل أو كثر ، استجيب له دعاؤه ، وكشف الله عنه حزنه ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، وإن سأل الله الشهادة أعطاه إياها [١] ، والله أعلم.
مضاعفة الصلاة في بيت المقدس
روي عن أبي الدرداء [٢] عن النبي ، 6 ، قال : «فضلت / / الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة وفي مسجدي بألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة» ، رواه الإمام أحمد ، رضياللهعنه.
مضاعفة الحسنات والسيئات في مسجد بيت المقدس
روي عن جرير بن عثمان [٣] وصفوان بن عمرو [٤] أنهما قالا : الحسنة في بيت المقدس بألف والسيئة بألف وعن الليث بن سعد [٥] عن نافع [٦] قال : قال لي ابن عمر ـ ونحن ببيت المقدس ـ : يا نافع اخرج بنا من هذا البيت ، فإن السيئات [٧] تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات ، وأحرم وخرج من بيت المقدس.
قال العلماء : معنى ذلك أن عقوبة من اقترف ذنبا في أحد المساجد الثلاثة أعظم عقوبة [٨] ممن اقترف في غيرها لشرف هذه المساجد وفضلها ، والذنب الواحد في أحدها أعظم من ذنوب كثيرة في غيرها من المواضع ، ولذلك تضاعف فيه السيئات ومعناه : تغليظ عقوبتها : لأن الإنسان يعمل ذنبا واحدا فيكتب عليه عشرة ذنوب ، والله تعالى يقول في كتابه العزيز : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ
[٢] أبو الدرداء : عويمر بن زيد الأنصاري ، يقال عنه حكيم هذه الأمة ، كان عالم أهل الشام ومقرىء أهل دمشق وفقيههم وقاضيهم مات سنة ٣٢ ه / ٦٥٢ م ، ينظر : ابن حجر ، الإصابة ٢ / ٣٥١.
[٥] الليث بن سعد مولى قيس ، ولد سنة ٩٣ ه / ٧١١ م واستقل بالفتوى في مصر ، أسند لخلق كثير من التابعين وتوفي سنة ١٧٥ ه / ٧٩١ م ، ينظر : ابن الجوزي ، صفوة ٤ / ٢١٨.
[٦] نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم ، إمام دار الهجرة ، كان إماما فاضلا ، قرأ على سبعين من التابعين ، أخذ عنه مالك وكان يصلي وراءه ومات بالمدينة سنة ١٦٩ ه / ٧٨٥ م. ينظر : ابن خياط ، الطبقات ٤٩٨ ؛ ابن سعد ٦ / ٣٩.