مدخله ، واحشرنا محشره ، وأوردنا حوضه ، واسقنا بكأسه مشربا رويا سائغا هنيا لا نظمأ بعده [١] أبدا.
ويستحب له زيارة البقيع ، فيبدأ بقبر سيد إبراهيم ابن رسول الله ، 6 ، فيزوره ، ويزور العباس ، وعثمان بن عفان ، والحسن بن علي ، وبنات رسول الله ، 6 ، وغيرهم ويستحب زيارة ما بتلك الأرض الشريفة من الأماكن المشهورة.
ثم إذا قصد الذهاب إلى وطنه اغتسل ولبس أحسن ثيابه ، وأتى المسجد الشريف مكررا للصلاة على النبي [٢] ، 6 ، ويأتي القبر الشريف ، ويسلم على رسول الله ، 7 ، وعلى ضجيعيه ويكثر من الصلاة عليه وعليهما ، ويدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة. ثم يخرج غير مستدبر القبر الشريف ، ويبدأ برجله اليسرى قائلا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، وافتح لي أبواب فضلك ، وحط عني أوزاري بزيارة نبيك ، واحسن منقلبي إلى أهلي ووطني ببركته ، 6 ، يا أرحم الراحمين ، أدخلنا في شفاعته أجمعين [٣].
قد تقدم في أول الكتاب الكلام على [٥] سورة الإسراء ، فلو لم يكن له من الفضيلة غير هذه الآية لكانت كافية فيه ، لأنه إذا بورك حوله فالبركة فيه مضاعفة. وقال تعالى ـ إخبارا عن نبيه موسى ، 7 ـ : وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم مّا لم يؤت أحدا من العالمين (٢٠) (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ)[٦] أي المطهرة ، والتقديس هو التطهير. وسمي البيت المقدس مقدسا لأنه يتطهر فيه من الذنوب. وتقدم ذلك عند أسماء بيت المقدس.
قال ابن عباس : بيت المقدس [٧] عليه الطل والمطر منذ خلق الله السنين