ولما أراد الله إظهار دينه خرج رسول الله ، 6 ، إلى الموسم فعرض نفسه على القبائل كما كان يفعل ، فبينما هو عند العقبة إذ لقي رهطا من الخزرج فدعاهم إلى الله تعالى. فأجابوه وصدقوه وانصرفوا راجعين إلى بلادهم ، فلما قدموا المدينة ذكروا لهم رسول الله ، 6 ، ودعوا قومهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم الإسلام [٤].
فلما كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثني عشر رجلا فلقوه بالعقبة فبايعوه أن لا يشركوا بالله شيئا ، ولا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يقتلوا أولادهم ، وبعث رسول الله ، 6 ، معهم [٦] مصعب بن عمير ، وأمره أن يقرئهم القرآن ، ويعلمهم الإسلام ، فنزل بالمدينة.
ولما فشا الإسلام في الأنصار اتفق جماعة منهم على المسير لرسول الله [٨] ، 6 ، مستخفين. فساروا في ذي الحجة مع كبار قومهم [٩] واجتمعوا برسول الله ، عليه الصلاة والسلام ، وأوعدوه أواسط أيام التشريق بالعقبة. فلما كان الليل خرجوا حتى اجتمعوا بالعقبة ، وهم سبعون رجلا معهم امرأتان [١٠] ، وجاءهم رسول الله ، 6 ، فبايعوه ، فتكلم رسول الله ، 6 ، وتلا القرآن. ثم قال : «لأبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأولادكم» ، ودار الكلام بينهم ، واستوثق كل فريق من الآخر ، ثم سألوا رسول الله ، 6 ، فقالوا : إن قتلنا دونك ما لنا؟ قال :