قد جاء هذه الليلة ببيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة ، فقال أبو بكر ، رضياللهعنه : والله لئن كان قال لكم ذلك لقد صدق فما تعجبكم من ذلك فو الله إنه ليخبرنا عن الوحي من الله يأتيه من السماء الأرض في ساعة واحدة من ليل أو نهار فتصدقه فهذا أبعد مما تعجبون منه. ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله ، 6 ، فقال : يا نبي الله ، أحدث هؤلاء أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة : قال : نعم ، قال : صدقت ، فصفه لي با نبي الله فإني جئته. قال رسول الله [١] : فرفع لي حتى نظرت إليه. وجعل يصفه لأبي بكر وهو يقول : صدقت أشهد أنك رسول الله ، حتى انتهى. فقال النبي ، 6[٢] : وأنت يا أبا بكر الصديق. فسمي من ذلك اليوم صديقا [٣]. قال الله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (٣٣) [٤]. ثم أنزل الله تعالى سورة النجم تصديقا له 6.
ثم توفي أبو طالب عم النبي ، 7[٥] ، وخديجة ، رضياللهعنها [٦] ، قبل الهجرة الشريفة ، وماتت خديجة قبل أبي طالب بخمسة وثمانين يوما ، وقيل : بخمس وعشرين ، وقيل : بثلاثة أيام ، فعظمت المصيبة على رسول الله ، 6 ، بموتهما [٧] ، وقال : «ما نالت [٨] قريش مني شيئا [٩] أكرهه حتى مات أبو طالب» [١٠] ، وذلك أن قريش وصلوا من أذاه / / بعد موت أبي طالب إلى ما لم يكونوا يصلون إليه في حياته.
وتزوج بعد خديجة عائشة ، رضياللهعنها ، ولها [١١] ست سنين ، وتزوج رسول الله [١٢] بسودة [١٣] وخرج رسول الله ، 6 ، إلى قبائل العرب