لما بعث الله رسوله ، 6 ، وأنزل [٤] عليه الوحي وأمره بإظهار دينه وأيده بالمعجزات [٥] الظاهرة والآيات الباهرة ، أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله [٦] وهو بيت المقدس من إيلياء وقد فشا الإسلام في قريش وفي القبائل كلها.
وكان [٧] الإسراء ليلة سبع عشرة من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة. وقال ابن الجوزي [٨] : وقد قيل : كان ليلة السابع والعشرين من رجب ، واختلف الناس في الإسراء برسول الله ، 6 ، فقيل : إنما كان جميع ذلك في المنام والحق الذي عليه أكثر الناس ومعظم السلف وعامة المتأخرين من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين أنه أسري بجسده ، 6 ، يقظة ، لأن قوله تعالى : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ)[٩] تدل على ذلك ولو كانت الرؤيا نوم ما افتتن بها الناس حتى ارتد كثير ممن كان أسلم.
وقال الكفار : يزعم محمد أنه أتى بيت المقدس ورجع إلى مكة في ليلة واحدة والعير تطرد إليه شهرا مقبلة وشهرا مدبرة. ولو كانت [١٠] رؤيا نوم لم يستبعدوا [١١] ذلك منه ، قال ابن عباس [١٢] ، رضياللهعنهما : هي رؤيا عين رآها النبي ، 6 ،
[١] بني عبد المطلب وبني هاشم د ه : بني عبد المطلب أ ج : بني هاشم وبني عبد المطلب ب.