responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 22

إمام ، وقارىء حديث ونواب [١].

ويؤكد على هذا الاهتمام العليمي نفسه فقد أشار في أحداث سنة (٨٧٧ ه‌ / ١٤٧٢ م) ، عن اهتمام السلاطين بالمدارس فيقول : «وفيها رتب السلطان [٢] لمدرسته بالقدس الشريف صوفية وفقهاء وعين لها أوقافا بمدينة غزة وجعل عدة الصوفية ستين نفرا ، لكل نفر في كل شهر خمسة عشر درهما شامية ، وجعل للطلبة كل نفر في كل شهر خمسة وأربعين درهما ، وجعل لها أرباب وظائف من الفراش والبواب ونحو ذلك ، وجعل للشيخ في كل شهر خمسمائة درهم» [٣] ، وأحيانا كان السلاطين يكرمون شيوخ المدارس بالعطايا المالية والخلع [٤].

وأما الطلاب فقد تمتعوا بحرية اختيار المواد التي يدرسونها ، بحيث لا يمنع فقيه أو مستفيد من الطلبة ما يختاره من العلوم الشرعية ، وكثيرا ما اعتمد هذا الاختيار على مكانة المدرس وشهرته العلمية بحيث ينتقل طالب العلم من بلد بعيد ليتتلمذ على فقيه أو محدث مشهور [٥].

ونظرا لكثرة المدارس في ذلك العصر فسأتناول الحديث عن أشهرها في بلاد الشام عامة وفي بيت المقدس خاصة.

[٢ : ٢] أشهر المدارس في الشام :

١ ـ المدرسة العادلية الكبرى [٦] :

كانت هذه المدرسة تقع داخل دمشق شمالي الجامع وشرقي الخانقاه [٧] الشهابية تجاه باب الظاهرية يفصل بينهما طريق.

بدأ بإنشائها نور الدين محمود زنكي ، لكنه توفي قبل أن يكملها ، ثم بنى بعضها الملك العادل سيف الدين ، وأكملها ابنه المعظم ، وأوقف عليها أوقافا كثيرة [٨].

وقد درس بها أكابر العلماء والقضاة أمثال : القاضي جمال الدين


[١] ينظر : ابن كثير ، البداية ١٤ / ١٨٤.

[٢] أي السلطان الأشرف قايتباي ، ينظر : ص : ٣٢.

[٣] ينظر : العليمي ٣٩٢.

[٤] ينظر : العيني ٣٣٣.

[٥] ينظر : ابن رجب ٦٧ ؛ عاشور ، العصر المماليكي ٣٤٤.

[٦] ينظر : النعيمي ١ / ٣٥٩ ، ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ٣٦٧.

[٧] الخانقاه : بيت ينقطع فيه الصوفية للعبادة والذكر ، ينظر : عاشور ، العصر المماليكي ٢٣٣.

[٨] ينظر : النعيمي ١ / ٣٥٩.

اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست