responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 21

ثانيا ـ الحياة العلمية في عصر العليمي :

على الرغم من تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أواخر العصر المملوكي [١] إلا أن مصر والشام كانتا ميدانا لنشاط علمي واسع يدل عليه التراث الضخم من الموسوعات والمؤلفات في مختلف العلوم الأدبية والتاريخية والدينية خلّفها علماء ذلك العصر كالمقريزي [٢] ، وابن حجر [٣] ، وابن تغري بردي [٤] ، والكناني [٥] ، وابن الصيرفي [٦] ، والسخاوي [٧].

وما كان لهذا النشاط العلمي أن يزدهر في عصر المماليك لو لا تشجيع بعض سلاطينهم للعلم والعلماء [٨].

والدليل على رعاية سلاطين المماليك للنشاط العلمي هو حرصهم الشديد على إنشاء الكثير من المدارس ، بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى التي قامت أحيانا بوظيفة المدارس مثل : المساجد.

ولقد كانت المدارس في ذلك العصر على درجة عالية من التنظيم وحسن الإدارة والتخطيط ، وقد أعطتنا المصادر معلومات عن عدد المدرسين ورواتبهم ، والتنظيم الإداري لهذه المدارس ، فقد كان لكل مدرسة شيخ ، وفيها عدد كبير من المدرسين والمعيدين والخدم ، وقد أعطى ابن كثير (ت ٧٧٤ ه‌ / ١٣٧٢ م) صورة تفصيلية عن المدرسة الناصرية بالقاهرة ، فقال : «كان عدد المدرسين ثلاثين في كل مذهب فجعلهم السلطان أربعة وخمسين» [٩].

أما المدرسة السكرية في دمشق فقد عين لها ثلاثون محدثا وثلاثون نفرا يقرأون القرآن لكل عشرة شيخ ، ولكل واحد من القراء نظير ما للمحدثين ورتب لها


[١] ينظر : ابن تغري بردي ، النجوم ٧ / ٥٥ ؛ العليمي ٢ / ٣٤٨ ؛ ابن العماد ٦ / ٣٣٩ ؛ عاشور ، العصر المماليكي ٣٢٢ ـ ٣٢٣ ؛ غوانمة ، تاريخ ٤٩ ـ ٥٢ ، ١١٨ ـ ١١٩.

[٢] ينظر : ص ٣٤.

[٣] ينظر : ص ٣٥.

[٤] ينظر : ص ٣٦.

[٥] ينظر : ص ٣٦.

[٦] ينظر : ص ٣٧.

[٧] ينظر : ص ٣٧.

[٨] ينظر : ابن تغري بردي ، النجوم ٧ / ١٨٢ ؛ عاشور ، العصر المماليكي ٣٤١.

[٩] ينظر : ابن كثير ، البداية ١٤ / ١١٣.

اسم الکتاب : الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل المؤلف : مجير الدين الحنبلي العليمي    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست