وبلغ [١] موسى صنيعهم ، فدعاهم وقال لهم : ألم أقل لكم اكتموا ما ترون فلم تقبلوا حتى هولتم عليهم وأرعبتم قلوبهم ، ثم دعا عليهم فمات منهم عشرة وبقي رجلان يوشع [٢] وكالب [٣] فإنهما كانا كتماه.
ووقع [٤] الخوف في بني إسرائيل من الجبارين ، وقالوا : يا موسى إن مملكة فرعون كانت علينا أخف [٥] / / مما نحن فيه ودخول مدينة الجبارين و (إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (٢٤))[٦] ، واختلفوا عليه وهو يقول لهم : (وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ) (٢١) [٧] ، فقال عند ذلك يوشع [٨] وكالب : (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ)[٩] ، فلم يلتفتوا [١٠] إلى قول موسى (قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٢٥) [١١] ، فأوحى الله إليه بقوله : (قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) (٢٦) (١٢)(١٣). فلم [١٤] يدخل الأرض المقدسة أحد من ولد بمصر.
وسلط [١٥] الله عليهم التيهان ، فكان كلما خرج واحد منهم يتيه في الأرض فلا يهتدي إلى أن يرجع حتى يموتوا ، وأما المؤمنون فلا يموتوا [١٦] وإن تاهوا ، فلم يزالوا [١٧] كذلك حتى انقرض آخرهم على رأس أربعين سنة.
[١] وبلغ أ ج د ه : فبلغ ب / / صنيعهم أ د ه : ما صنعوا ب : صنعهم ج.
[٣] كالب : كالب بن يوقنا بن بارض بن يهودا وهو الذي قاد بني إسرائيل بعد يوشع بن نون ، وتسميه التوراة كالب بن يفنّة ، ينظر : المسعودي ١ / ٥٢ ؛ المقدسي ، البدء ٣ / ٩٧.