ومر موسى في المخاطبة مع ربه عز وجل وصافورا [٣] بنت شعيب قد اشتد بها الأمر [٤] في الطلق ، فسمع بأنينها سكان ذلك الوادي ، فأتوا إليها وأوقدوا عندها نارا وجلسوا إليها [٥] ، ثم أقبل موسى إلى أهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلا.
قصة دخوله إلى مصر
وأوحى [٦] الله تعالى إلى هارون بقدوم أخيه موسى وهو يومئذ وزيرا من وزراء فرعون لا يفارقه ليلا ولا نهارا ، وكانت الأبواب مغلقة فاحتمله الملك إلى قارعة الطريق ثم قال له : امض يا هارون واستقبل أخاك فقال له هارون : كيف [٧] أسلك الطريق في هذا الليل وأنا لا أعرفه ، فنزل عليه جبريل وبشره بالرسالة بأخيه موسى إلى فرعون [٨] ثم احتمله الملك حتى أتى به إلى شاطىء النيل فالتقيا وتعانقا وبشره بالرسالة ، ثم أقبلا يريدان أمهما فاجتمعا بها وأخبرها موسى بما كان من أمره ، ثم حمل جبريل هارون من عند أمه إلى منزل فرعون.
ثم خرج موسى متنكرا ونظر [٩] ما أحدثه فرعون بأرض مصر من البنيان ، ثم قصد الاجتماع بفرعون ، فحضر إلى بابه ، فمنهم من يعرفه ، ومنهم من ينكره ، ثم علم به فرعون فتغير لونه [١٠] وارتعدت مفاصله ، ثم إن هامان أمسكه