وكان زمن إبراهيم [١] ، 7 ، الإسكندر المشهور بذي القرنين الذي ذكره الله في القرآن ، وهو من ذرية نوح ، 7 ، ومما ورد في أمره : أنه إنما سمي ذا القرنين [٢] أنه كان عبدا صالحا بعثه الله ، عز وجل ، إلى قومه ولم يكن نبيا ، فضربوه على قرنه ، فمات فأحياه الله تعالى ، ثم بعثه مرة أخرى إليهم فضربوه على قرنه فمات ، فأحياه الله تعالى ، فسمي ذا القرنين [٣] ، وقيل غير ذلك.
وتوفي الإسكندر بناحية السواد في موضع يقال له شهر زور [٤] بعد أن غزا الهند ، حتى انتهى إلى البحر المحيط فهال ذلك ملوك الغرب فوفدت عليه رسلهم بالانقياد والطاعة ، ودخل بحر الظلمات [٥] مما يلي القطب الشمالي ، وبحر الشمس [٦] في الجنوب في أربعمائة رجل من أصحابه ، يطلب عن الحياة فلم يصبها ، فسار فيه ثمانية عشر [٧] يوما وبنى اثنتي عشر مدينة ، سماها كلها بالإسكندرية [٨] ، ولما مات عرض الملك بعده على ابنه فأبى واختار النسك والعبادة ، وكانت مملكته [٩] اثنتي عشر سنة ، وقيل : ثلاث عشرة سنة ، وقيل : أربع عشرة سنة ، والله أعلم ؛ وكان عمره ستا وثلاثين سنة باتفاق [١٠] ، والله أعلم.
[٣] ذا القرنين أ د ه : بذو القرنين ب : ذو القرنين ج.
[٤] شهر زور : كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان ، وأهلها كلهم أكراد ، والمدينة في صحراء عليها سور ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ٣ / ٢٥ ؛ البغدادي ، مراصد ٢ / ٨٢٢.
[٥] بحر الظلمات ه : الظلمات ب ج : ـ د / / القطب الشمالي أ ب ج د : القطب الشمال ه.
[٦] وبحر الشمس أ ج د : في بحر الشمس ب : ـ ه / / في الجنوب أ ج د : ـ ب ه.