اللقب ، ودعي المجيري [١] مجير الدين ، ومصدر هذه النسبة مجهول ولا ندري إن كان هذا اللقب متداولا في زمانه أم أنه جاء بعد وفاته ، كما لقب أيضا بالزين بن الشمس [٢].
[١ : ٢] ولادته ونشأته :
ولد العليمي بالقدس في الثالث عشر من ذي القعدة سنة (٨٦٠ ه / ١٤٥٦ م) ، وقد أشار بنفسه إلى تاريخ ولادته فقال : «فإن مولدي بالقدس الشريف في ليلة يسفر صباحها عن يوم الأحد ثالث عشري ذي القعدة ، سنة ستين وثمانمائة» [٣]
ونشأ في بيت عرف عنه حب العلم والعلماء ، فقد كان أبوه أحد العلماء الأفذاذ في زمنه ، حافظا للقرآن الكريم ، تدرج في تحصيل العلم وارتحل في سبيله إلى الشام ومصر وبيت المقدس ، فأخذ الفقه الحنبلي عن علمائه والحديث عن أئمته ، وتمكن من علوم اللغة مما أهّله ليكون فقيها ومحدثا وخطيبا وقاضيا إلى أن انتهى به الأمر أن يصبح قاضيا للقضاة الحنابلة [٤].
ويقول العليمي عن أبيه : «كان خيرا متواضعا ، حسن الشكل ، متبعا للسنة ، كثير التعظيم للأئمة الأربعة ، ليس عنده تعصب ، وكان سخيا مع قلة ماله ، مكرما لمن يرد عليه ، لا يحب الكبر ولا الخيلاء ، ويدخل إلى المسجد الأقصى الشريف في أوقات الصلاة بمفرده مع ما كان عليه من الهيبة والوقار ، وله معرفة تامة بالمصطلح في الأحكام وكتابة المستندات ، وباشر القضاء بالأعمال المذكورة نحو أربعين سنة ، وكانت أحكامه مرضية وأموره مسددة» [٥].
وفي رحاب المسجد الأقصى ، وفي مدارس بيت المقدس العامرة بالعلماء والتلاميذ نشأ مجير الدين منذ نعومة أظفاره على حب العلم والعلماء ، وأخذ والده يستجيز [٦] له وهو في السادسة من عمره [٧] ، كما اهتم والده بتحفيظه
[١] ينظر : الأنصاري ، مؤرخ ٢٤ ، نقلا عن سجل ٣ / ٩٤.