responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت المؤلف : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    الجزء : 1  صفحة : 158

والمشهور : أنّه مات على فراشه ، وقال بعضهم : إنّها وقعت بينه وبين الشّاوش صلاح الضّبيّ اليافعيّ واقعة قتل فيها صلاح وجماعة من عسكر الطّرفين ، ولكنّ ملك حيدرآباد أصلح بينهم ، غير أنّ يافعا بعد عامين من الصّلح كادت للأمير عبد الله بن عليّ العولقيّ مع خروجه لصلاة العصر ، وأطلقت عليه الرّصاص ، وكان كما قال الأوّل :

مضى مثل ما يمضي السّنان وأشرقت

به بسطة زادت على بسطة الرّمح

فتى ينطوي الحسّاد من مكرماته

ومن مجده الأوفى على كمد برح [١]

وقد وقع رداؤه على ولده محسن [٢] ، وكان على قدّة أبيه [٣] ، جودا ونجدة وشهامة ، ولكنّه لم يكن مثله ـ ولا بقريب منه ـ لا في العلم ولا في الدّين ، فانطبق عليه قول ليلى الأخيليّة [من الطّويل] :

فنعم فتى الدّنيا وإن كان فاجرا

وفوق الفتى لو كان ليس بفاجر

وهذا البيت من الكلام الجزل [٤] ، الّذي لا يعلكه إلّا لحي بازل فحل [٥] ، فمجيئه من لسان هذه المرأة يفتح للنّساء أبواب الفخر والاحتجاج على الرّجال بمصاريعها ،


[١] البيتان من الطويل ، وهما أيضا للبحتري في «ديوانه» (١ / ٧٤).

[٢] خلف محسن بن عبد الله والده في حكم الحزم وحصن صداع ، وهو الّذي جرت بينه وبين القعيطيّ الحوادث السّالفة الذّكر ، عقب دخوله في الحلف الثّلاثيّ. وقد ترك له والده تركة وميراثا يقدّر بعشرين مليون روبية أو تزيد ، ويروى عن الأمير عبد الله بن علي قوله : تركت لولدي محسن عشرين ألف ألف روبية نقدا ، فضلا عمّا يناسبها من العقار والأثاث والمجوهرات ، ثمّ إن كان فحلا .. فلن يحتاجها ، وإن كان فسلا .. فلن تنفعه. «بضائع التابوت» (٣ / ٢٦). قال السّلطان غالب بن عوض القعيطيّ ـ الأخير ـ : ولقد سمعت بنفسي من مجموعة من الثّقات المسنّين بأنّه عندما احترق قصره في أيّام أحفاده نتيجة لإصابته بصاعقة .. شوهدت المعادن ـ مثل الفضة وغيرها ـ تسيل في المجاري بسبب الحرارة.

[٣] قدّة : طريقة.

[٤] الجزل : ضدّ الرّكيك.

[٥] في هذا الكلام كناية على رفعة هذا الكلام ، وأنّه لا يتكلّم به إلّا الفحول من الرّجال.

اسم الکتاب : إدام القوت في ذكر بلدان حضر الموت المؤلف : السيّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقّاف    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست