الصورة الأولى يكون مثبتا للحكم وفي الثانية يكون مرجّحا لأحد النقلين على الآخر ، سواء كان من مادة قريبة من الإحساس أم بعيدة عنه ، وبعدم الحجية في غيرهما ، ومقتضى كلام المحدّث المتقدم عدم الاعتبار بحكم العقل أصلا إذا لم يكن من مادة قريبة من الإحساس ، اللهمّ إلّا أن يقيد كلام السيد بذلك أيضا بقرينة ارتضائه للتفصيل المتقدم من المحدّث الاسترابادي فيكون تفصيلا في تفصيل.
(١) لعله يريد بالبديهيات المتواترات والضروريات أو خصوص الضروريات الدينية ليوافق كلام المحدث المتقدم ، وإلّا فليست مسألة من مسائل الأصول والفروع تكون بديهية من سائر الطرق البديهية لا ينازع فيها الأخباري.
قوله : أقول : لا يحضرني شرح التهذيب حتى ألاحظ ما فرّع على ذلك [٢].
(٢) قد يحكى أنّه فرّع على ما ذكره من تقديم النقل على حكم العقل في صورة التعارض فروعا أربعة :
الأول : مسألة الإحباط والتكفير ، فإنّ العقل يحكم بامتناعه على ما ذكره المتكلّمون والنقل ورد بثبوتهما في الكتاب والسنّة.
الثاني : مسألة إرادة الله تعالى التي حكموا فيها بأنّها عين ذاته تعالى بحكم العقل ، والنقل دلّ على كونها زائدة على الذات.