والكتاب العزيز مشحون بذكر العبادة والأمر بها والحثّ عليها، وما
بعث الله نبيّاً ولا أرسل رسولا إلاّ ليعبد الله ويأمر بعبادته[1]، كما قال الله تعالى: (وَما أُمِرُوا إلاّ لِيَعْبُدُوا
اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا
الزَّكاةَ وَذلِكَ دينُ القَيِّمَةِ)[2].
فخصّه بالخطاب بها تنويهاً بشأنه وشأنها[5].
وسمّـاه في موضع آخر[6] عبد الله[7]، تنبيهاً على شرف العبادة،
واختصاصه بكمال العبودية، وقدّم عبوديّته على رسالته[8];
لما فيها من التوجّه إلى الحقّ والإعراض عن الخلق.
وكفى العبادة فضلا أنّها علّة الإيجاد[9]، وصلاح
المعاد[10]، وعمل أدلّة الرشاد، والفوز في
المعاد، والوسيلة إلى ربّ العباد، وأنّ فيها الاستكانة والتضرّع،
والانقياد،
[1]. في «ن» : « إلاّ
لعبادته » ، وفي « ش » : « إلاّ
للعبادة » .