النابع المتعدّي عن محلّه: إمّا أن يتعدّى عن موضعه بالجريان على وجه
الأرض، أو باطنها، ويطلق عليه اسم الجاري لغةً[1]
وعرفاً. والمشهور فيه عدم الانفعال بملاقاة النجاسة مطلقاً، كثيراً
كان أو قليلا.
قال المفيد ـ طاب ثراه ـ في المقنعة، في باب المياه:
«والجاري من الماء لا ينجّسه شيء يقع فيه من ذوات الأنفس السائلة، فيموت فيه، ولا
شيء من النجاسات إلاّ أن تغلب عليه فيغيّر لونه أو طعمه أو رائحته، وذلك لا يكون
إلاّ مع قلّة الماء وضعف جريه وكثرة النجاسة»[2].
وقال في باب الطهارة من الأحداث: «فإن أدخل يده الماء وفيها نجاسة، أفسده،
إن كان الماء قليلا، ولم تجز له الطهارة منه، وإن كان كرّاً وقدره ألف
ومائتا رطل بالعراقي، لم يفسده، وإن كان راكداً. ولا يفسد الماء الجاري بذلك،
قليلا كان أو كثيراً»[3].
[1]. قال في المصباح المنير 1 :
97 ، « جَرَى » : « الماء الجاري هو المتدافِع في
انحدار أو استواء » .