والجواب عن روايتي دعائم الإسلام[1]، يعلم ممّـا قدّمناه، فلا نعيده; مع أنّ الاحتجاج بالأُولى
منهما مبنيّ على نجاسة أبوال الدواب، وهو ممنوع، بل الظاهر طهارتها، كما عليه
المشهور[2].
وعلى هذا فلا دلالة للرواية على عدم نجاسة القليل بالملاقاة بوجه.
وأمّا روايات العلاّمة في المختلف[3]، والذي يغلب على الظنّ أنّ الأُولى منها مختصرة
رواية زرارة المتقدّمة[4]،
بحمل التفسّخ فيها على التغيير، وقد عرفت الحال فيها.
وأمّا الثانية، فغايتها الدلالة من جهة الإطلاق،
فيجب حمله على المقيّد، جمعاً.
وأمّا الثالثة، فهي لا تنهض حجّة بوجه; لتعيّن
الماء المحكوم عليه بالطهارة فيها، فربّما كان بقدر الكرّ. مع أنّ الروايات
الثلاثة[5]
مشتركة في ضعف السند، فلا تصلح للحجّية في مقابلة الأخبار الصحيحة.
تعارض
أخبار الطرفين والجمع بينها:
وإذ قد تحقّق ذلك، فقد علم أنّ الروايات المدّعى
دلالتها لا تنهض لمعارضة الأخبار الدالّة على الانفعال; لما عرفت مفصّلا أنّ تلك
الروايات بأسرها لا تخلو عن ضعف في السند، أو قصور في الدلالة.
وأقرب ما يتوهّم منه المعارضة ـ ويقتضي ظاهره
المناقضة ـ هي الأخبار