و الثاني فعل المعاصي و
الشرور و قد قال بعض الفضلاء للحاسد ثلاث علامات يتملق إذا شهد و يغتاب إذا غاب و
يشمت بالمصيبة و حسبك أن الله أمر بالاستعاذة من شره و قرنه بالشيطان و الساحر
النافث في العقد كما تقدم و الثالث التعب و الغم من غير فائدة بل مع كل وزر و
معصية قال بعضهم لم أر ظالما أشبه بالمظلوم من الحاسد نفس دائم و عقل هائم و غم
لازم و الرابع الحرمان و الخذلان فلا يكاد يظفر بمراد و لا ينصر على عدو و قد قيل
الحاسد غير منصور و كيف يظفر بمراده و مراده زوال نعم الله عن عباده و كيف ينصر
على أعدائه و هم عباد الله الذين نظر الله إليهم و أسبغ نعمه عليهم سيما إذا كانت
النعمة نعمة العلم و الكلام في الحسد طويل لاعتناء علماء القلوب به و بحثهم عنه و
قوة دائه في قلوب الخاصة دون العامة و لنقتصر هنا في البحث على
اسم الکتاب : كشف الريبة المؤلف : الشهيد الثانى الجزء : 1 صفحة : 54