اخرج الطبريّ و غيره
من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عبّاس انه قال: إنها نزلت
في أبي طالب ينهى عن اذى رسول اللّه 6 ان يؤذى، و ينأى ان يدخل في الإسلام.
و قال القرطبيّ في
تفسيره: 406/ 6: هو عام في جميع الكفّار- اى ينهون عن اتباع محمّد 7، و
ينأون عنه، و قيل: هو خاصّ بابي طالب ينهى الكفّار عن اذية محمّد 7، و
يتباعد من الايمان به، عن ابن عبّاس ايضا. روى اهل السير قال: كان النبيّ 6 قد خرج الى الكعبة يوما و أراد ان يصلي، فلما دخل في الصلاة، قال
أبو جهل- لعنه اللّه- من يقوم الى هذا الرجل فيفسد عليه صلاته؟، فقام ابن الزبعرى
فاخذ فرثا و دما فلطخ به وجه النبيّ 6 .. الخ
و ذكر القرطبيّ القصة
بكاملها، حتى أبيات أبي طالب التي اولها:
«و اللّه لن يصلوا إليك بجمعهم»
ثمّ اكمل الرواية بما
يلي: «فقالوا: يا رسول اللّه هل تنفع نصرة أبي طالب؟
قال: نعم دفع عنه بذلك
الغل، و لم يقرن مع الشياطين، و لم يدخل في جب الحيات و العقارب، انما عذابه في
نعلين من نار يغلي منهما دماغه في راسه، و ذلك اهون اهل النار عذابا».
و يرى الشيخ الأميني
ان نزول هذه الآية في أبي طالب باطل، و قد عقد في (غديره: 3- 8/ 8) فصلا يدفع به
أن تكون هذه الآية في حقه من وجوه.
1- احتمال وجود
مجهولين بين ابن عبّاس، و حبيب بن أبي ثابت. او عدم ثقة.
2- ان حبيب بن أبي
ثابت انفرد به، و لم يروه أحد غيره، و لا يمكن المتابعة على ما يرويه لإقرار جملة
من أصحاب الجرح و التعديل بانه مدلس، و يكتب-.
اسم الکتاب : إيمان أبي طالب (الحجة على الذاهب إلى كفر أبي طالب) المؤلف : الموسوي، فخار بن معد الجزء : 1 صفحة : 349