كل ذلك قد روي و أما
القصة فمتفق عليها[1]. فانظر إلى
هذه الرقة من النبي ص على أبي طالب و الحب له و الشفقة عليه و قد وصف الله
المؤمنين بالشدة على الكافرين حيث يقول أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ
بَيْنَهُمْ[2] و قال عز من
قائل أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ[3] و النبي ص أفضل
المؤمنين و سبيل الأولين و الآخرين فكيف يجوز لمسلم أن يصف أبا طالب بالكفر و
يرميه بالشرك و قد اشتهر عن النبي ص الميل إليه و الانعطاف عليه فمن قطع على أبي
طالب بالكفر فقد وصف النبي ص بما لا يجوز عليه و نسبه إلى ما لا يجوز أن ينسب إليه
من الحب للكافرين و الميل إلى الجاحدين. فإن قيل إنما كان النبي ص يميل إليه و
يحنو عليه لقرب رحمه منه و تربيته له قلنا تحريم المودة للكافرين عام يتناول
القرباء كما يتناول البعداء فلا يجوز تخصيصه بقوم دون قوم إلا بدليل و ما إلى
الدليل من سبيل