و نظر رجل من العبّاد إلى باب ملك من الملوك، و قد شيّده و أتقنه، و
زوّقه، فقال: باب حديد، و موت عتيد[7]، و نزع
شديد، و سفر بعيد.
و لما ثقل عبد الملك بن مروان[8]
رأى غسّالا يلوي بيده ثوبا، فقال:
وددت أنّي كنت غسّالا، لا أعيش إلا بما أكسبه يوما فيوما، فبلغ ذلك
أبا حازم[9] فقال:
«الحمد لله الذي جعلهم يتمنّون عند الموت ما نحن فيه، و لا نتمنّى عنده ما هم
فيه».
[1] \* قائل هذه الأبيات: أبو البقاء الرندي في الحنين
إلى الوطن.
[2] - الورقاء: الحمامة، هتفت الحمامة: ناحت و صاحت و
مدّت صوتها. الحمامة الهتوف: كثيرة الهتاف. صدحت: رفعت صوتها بالغناء. الفنن:
الغصن المستقيم.
[3] - الإلف: الصديق و المؤانس و من تألفه النفس. الحزن
و الحزن: الهم و خلاف السرور.
[4] - أرّقني: إيراقا و تأريقا: أسهرني و أذهب عني
النوم في الليل.