responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 445

فلما تمت خمسون ليلة من يوم نهى رسول الله صلى اللّه عليه و سلم عن كلامنا، صليت صلاة الفجر [صباح خمسين ليلة][1] على ظهر بيت من بيوتنا- فبينا أنا جالس على الحالة التى ذكرها الله تعالى- قد ضاقت على نفسى، و ضاقت علىّ الأرض بما رحبت- و ما كان من شي‌ء أهمّ علىّ من أن أموت فلا يصلى علىّ النبى صلى اللّه عليه و سلم، أو يموت النبى صلى اللّه عليه و سلم فأكون من الناس فى تلك المنزلة، لا يكلمنى أحد و لا يصلّى علىّ، فأنزل الله تعالى توبتنا- فسمعت صوت صارخ من أعلى الجبل: يا كعب بن مالك أبشر، فخررت ساجدا لله تعالى، و عرفت أن قد جاء الفرج، فجعلت ثوبيّ على الصارخ ببشراه و و الله ما أملك غيرهما.

ثم أتيت النبى صلى اللّه عليه و سلم فسلّمت عليه و هو يبرق وجهه من السرور فقال: «أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمك» فقلت: يا رسول الله: إن من توبتى، أن أنخلع من مالى‌[2] صدقة، إلى الله تعالى و إلى رسوله، فقال النبى صلى اللّه عليه و سلم:

«أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك»][3].

إبراهيم 7 و عبادة الكواكب و مناظرة النمروذ[4]:

و روي: أن إبراهيم صلى اللّه عليه و سلم، لما شب و درج فى موضع ربّى فيه‌ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى‌ كَوْكَباً يقال: إنه رأى الزّهرة قالَ هذا رَبِّي، فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ. فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي، فَلَمَّا أَفَلَ‌ بعد طلوع الفجر قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا أصبح و رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ، فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِي‌ءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ حَنِيفاً وَ ما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. وَ حاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَ تُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَ قَدْ هَدانِ‌ يعنى إلى الإسلام‌ وَ لا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِلْماً أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ‌[5] [الأنعام: 76- 80].


[1] - من صحيح مسلم( 4/ 2125).

[2] - أنخلع من مالى: أى أتصدق به.

[3] - هذا جزء من حديث طويل و صحيح متفق عليه رواه البخارى و مسلم و غيرهما و قد رواه الإمام البخاري في باب:[ حديث كعب بن مالك‌]( 4/ 163)، و الإمام مسلم فى كتابه التوبة. باب‌[ حديث توبة كعب بن مالك و صاحبيه‌] رقم 2769).

[4] \* من إضافات المحقق.

[5] - و معنى‌ جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ‌: ستره، و معنى: أَفَلَ‌: غاب.

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 445
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست