responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 416

يا عبادى كلّكم ضال إلّا من هديته‌[1]، فاستهدونى أهدكم، يا عبادى: كلّكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعمونى أطعمكم، يا عبادى: كلّكم عار إلا من كسوته، فاستكسونى أكسكم، يا عبادى: إنكم تخطئون بالليل و النهار، و أنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفرونى أغفر لكم. يا عبادى: إنكم لن تبلغوا ضري فتضرّونى، و لن تبلغوا نفعى فتنفعونى، يا عبادى: لو أنّ أوّلكم، و آخركم، و إنسكم، و جنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك فى ملكى شيئا، يا عبادى: لو أن أوّلكم و آخركم، و إنسكم، و جنّكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكى شيئا، يا عبادى: لو أن أوّلكم و آخركم و إنسكم و جنّكم قاموا فى صعيد واحد، فسألونى فأعطيت كلّ إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط[2] إذا دخل فى البحر. يا عبادى: إنما هى أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، و من وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه‌][3] يرويه أبو إدريس الخولانى، عن أبى ذر، و مسندا إلى النبى صلى اللّه عليه و سلم، و كان أبو إدريس إذا حدثه جثا على ركبته‌[4].

و روى عبد اللّه بن عمر أن النبى صلى اللّه عليه و سلم قال: «الظّلم ظلمات يوم القيامة»[5] و روى ابن عباس أن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قال: «اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين اللّه حجاب»[6] و روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه و سلم: «من كانت لأخيه‌


[1] - نقل الإمام مسلم عن المازرى فى قوله( كلكم ضال إلا من هديته): ظاهر هذا أنهم خلقوا على الضلال إلا من هداه اللّه تعالى، و فى الحديث المشهور:« كل مولود يولد على الفطرة» و قد يكون المراد وصفهم بما كانوا عليه قبل مبعث النبى صلى اللّه عليه و سلم، و إنهم لو تركوا و ما فى طباعهم من إيثار الشهوات و الراحة و إهمال النظر، لضلوا.

[2] - المخيط: أى إبرة الخياطة، قال العلماء: هذا تقريب إلى الأفهام و معناه: لا ينقص شيئا أصلا لأن ما عند اللّه تعالى لا يدخله نقص. و ضرب المثل بالمخيط فى البحر لأنه غاية ما يضرب به المثل فى القلة.

[3] - رواه الإمام مسلم فى باب« تحريم الظلم» عن أبي إدريس الخولاني عن أبى ذر عن النبى صلى اللّه عليه و سلم فيما روى عن اللّه تبارك و تعالى- صحيح مسلم ج 4/ 1994.

[4] - أبو إدريس الخولاني: عالم أهل الشام و واعظهم و قاضيهم، من فقهاء التابعين، توفي سنة 80 ه( الأعلام 3/ 239). و معنى جثا على ركبته: أي جلس.

[5] - رواه البخارى و مسلم و الترمذى عن ابن عمر و الحديث صحيح( الجامع الصغير رقم 2058).

[6] - هذا طرف من حديث طويل أخرجه الجماعة إلا مالك فقد رواه البخارى و مسلم و أبو داود و النسائى و الترمذى عن عبد اللّه بن عباس( جامع الأصول ج 4/ 146).

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست