و فى الأمثال: إحسانك إلى الحرّ يبعثه على المكافأة، و إحسانك إلى
اللئيم الخسيس يبعثه على معاودة المسألة.
و قيل للإسكندر: إنّ فلانا ينتقصك و يسيء الثناء عليك، فقال: أنا
أعلم أنه ليس بشرّير، فينبغى أن نعلم هل ناله من ناحيتنا أمر دعاه إلى ذلك؟
فبحث عن حاله فوجدها رثّة، فأمر له بصلة سنيّة[3]،
فبلغه بعد ذلك أنه بسط لسانه بالثناء عليه، فقال: أ ما ترون أن الأمر إلينا أن
يقال فينا خير أو شر!
و ينبغى للسلطان: أن لا يتخذ الرّعيّة مالا و قنية[4]،
فيكونوا عليه بلاء و فتنة، و لكن يتخذهم أهلا و إخوانا، فيكونون جندا و أعوانا، و
قد سبق المثل (إصلاح الرعية خير من كثرة الجنود).