و الشكر على ثلاث مراتب: شكر بالقلب، و شكر باللسان، و شكر بالجوارج.
[الشكر بالقلب:]
فأما الشكر الواجب على جميع الخلق، فشكر القلب، و هو أن يعلم أنّ
النّعمة من الله وحده، و لا نعمة على الخلق من أهل السموات و الأرض إلا و بدايتها
من الله تعالى، حتى يكون الشكر لله تعالى عن نفسك و عن غيرك بمعرفة نعم الله تعالى
عليك و على غيرك.
و هذا النوع هو الذى يقال فيه: يجب على العبد أن يشكر الله على نعمة
أسديت إلى غيره، و الدليل على أن الشكر محله القلب، و هو المعرفة، قوله تعالى: وَ ما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النحل: 53] أى أيقنوا أنها من الله، و إلى هذه الكلمة انتهى جميع
ما قاله الخلق فى الشكر.
و الدليل عليه أيضا قوله تعالى:
وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [آل عمران: 123]. أى
اتّقونى، فإنه شكر نعمتي.
و خلق الله تعالى الحياة نعمة على العبد، قال تعالى: ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ [البقرة: 56] و العبارة عنه أن يقال: الشكر، اعتراف القلب بإنعام
الله تعالى على وجه الخضوع.
و يقال فيه: الشكر اعتكاف على بساط الشهود بإدامة حفظ الحرمة.
[2] - نقل الشيخ الطرطوشى عن أكثر من شخصية بهذا الاسم،
فقد نقل عن أبى عثمان الحيرى سعيد بن إسماعيل الزاهد المعروف بحلمه و المتوفى سنة
298، و عن أبى عثمان النهدى عبد الرحمن بن مل الزاهد العالم المجاهد و الذى توفى
بالكوفة سنة 76 ه و هذا لعله أبو عثمان البصرى عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة و فقيهها
و الزاهد المشهور توفى سنة 144 ه.
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 300