اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 279
و في كتاب جاويدان خرد[1]:
و ليس للعجم كتاب مثله، قال: محرّم على السامع تكذيب القائل إلا في ثلاث، هن غير
الحق: صبر الجاهل على مضض المصيبة، و عاقل أبغض من أحسن إليه، و حماة أحبت كنة[2].
و اعلم أن الصبر على أقسام: صبر على ما هو كسب للعبد، و صبر على ما
ليس بكسب. فالصبر على الكسب على قسمين: صبر على ما أمر الله تعالى به، و صبر على
ما نهى الله عنه.
فأما الصبر على ما ليس بكسب للعبد: فكصبره على مقاساة ما يتصل به من
حكم الله تعالى فيما له فيه مشقة.
و ينقسم من وجه آخر على أربعة أقسام:
فأول أقسامه و أولاها: الصّبر على امتثال أمر الله
سبحانه، و الانتهاء عما نهي عنه.
و الثاني: الصبر على ما فات إدراكه من
مسرّة انقضت، أو ما فاته من مصيبة.
و الثالث: الصبر فيما ينتظر و روده،
من رغبة يرجوها أو يخشى حدوثه من رهبة يخافها.
و الرابع: الصبر على ما نزل من مكروه،
أو حلّ من أمر مخوف. و جميع أقسامه محمودة بكل لسان، و في كل ملة، و عند كل أمة
مؤمنة، أو كافرة.
و قال على بن أبي طالب رضي الله عنه و كرم الله وجهه: الصبر مطيّة لا
تكبو[5]، و
القناعة سيف لا ينبو[6].
[1] - كتاب« جاويدان خرد» كتاب يشتمل على مجموعة من حكم
الفرس و الهند و الروم و العرب ألفه كيجور بن سافنديار وزير ملك إيران شهر، و قد
استخرج من إيوان كسرى فى أيام الخليفة المأمون و أمر بترجمته للعربية.