responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 254

و منها: أن ينتقل من الحالة التي كان عليها، إلى غيرها: كانت الفرس تقول: إذا غضب القائم فليجلس، و إذا كان جالسا فليقم، و بهذا المذهب كان يأخذ المأمون نفسه.

و يروى (أنّ رجلا)[1] شكى إلى النبي صلى اللّه عليه و سلم القسوة، فقال: «اطّلع في القبور و اعتبر بالنشور»[2].

و كان بعض ملوك الطوائف إذا غضب ألقي بين يديه مفاتيح ترب الملوك فيزول غضبه.

و كان عكرمة[3] يقول: في قوله تعالى: وَ اذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ‌ [الكهف: 24] يعني: إذا غضبت، فإنه إذا ذكر الله خاف منه، فيزول غضبه.

و في التوراة: يا ابن آدم: اذكرني حين تغضب، أذكرك حين أغضب، و لا أمحقك فيمن أمحق.

و منها: أن يذكر نفرة القلوب عنه، و سقوط منزلته عند أبناء جنسه، و وصفهم لمقابحه و طيشه و سخفه، فيكون ذلك سببا لزوال غيظه.

و منها: أن يتذكّر انعطاف القلوب عليه، و انطلاق الألسنة بالثناء عليه، و ميل النّفوس إليه، و إن الحلم عزّ و زين، و إن السّفه ذلّ و شين.

روي أبو سعيد الخدري أن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم قال: «ما ازداد رجل بعفو إلا عزّا فاعفوا يعزّكم الله»[4].

و قال بعض الحكماء: من تذكّر قدرة الله، لم يستعمل قدرته في ظلم عباده.


[1] - سقطت( أن رجلا) من( ط).

[2] - رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس و الحديث ضعيف( الجامع الصغير- للسيوطي رقم 1116).

[3] - عكرمة بن عبد الله المدني مولى عبد الله بن عباس، تابعي، أصله من المغرب و كان أعلم الناس بالتفسير و المغازي طاف بالبلدان و روى عنه أكثر من سبعين تابعين توفى بالمدينة سنة 105 ه( الأعلام 4/ 244).

[4] - لهذا الحديث اصل في صحيح مسلم في كتاب البر و الصلة رقم 69 و رواه الإمام أحمد و الترمذي بلفظ( ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزّا) و زاد:( و ما تواضع أحد لله إلا رفعه).( الجامع الصغير- للسيوطي رقم 8120).

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست