responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 24

اتجهت نحو بلاد المسلمين جموع من الوحوش، يدفعها الحقد و يسيرها الطمع في النهب و السلب، فعم الدمار و الخراب كل أرض تطأها، و سادت الفوضى و زاد تفكك المسلمين و ضعفهم ... إلى أن قيّض اللّه تعالى لهذه الأمة جمع شملها و دحر عدوّها.

2- بداية عهد ملوك الطوائف في الأندلس، حيث تفرقت كلمة المسلمين هناك حتى أصبح في كل مدينة ملك أو سلطان، فالسلاطين هناك مع ما كانوا يرونه من سقوط مدينة بعد أخرى بيد النصارى- الذين يحملون العداء الديني و الحقد الصليبي و المشحونين ببركة البابا و تقديس الكنيسة إلا انهم لم يعتبروا أبدا، بل ظلّوا في قتال بعضهم بعضا، و منهم من كان يطلب عون الطاغية النصراني ضد أخيه، لا في سبيل توحيد الإمارات بعد تفتتها، و إنما في سبيل تعزيز حكمه و إشباع طمعه و إرضاء شهوته.

3- تراجع نفوذ الفاطميين و قوتهم، و ظهور البدع و المنكرات و عدم قيام الصلوات، بل دبّت مظاهر الاختلاف بينهم و بين السنة من المسلمين، و قد سبق ذكر ذلك حيث كان الطرطوشي يقول: (إن سألني اللّه تعالى عن المقام بالإسكندرية- لما كانت عليه في أيام العبيدية من ترك إقامة الجمعة و غير ذلك من المناكر التي كانت في أيامهم- أقول له: وجدت قوما ضلّالا فكنت سبب هدايتهم).

و لعل المصدر الأهم هو في شخص الطرطوشي- ي;

و ما يملكه هذا العالم العابد من ثقافة واسعة، و علم غزير، و صدق إيمان، و مضاء عزيمة، و علو همّة، و روعة زهد، و حسن خلق، و ثبات على الحق و تضحية بالنفس في سبيله، و قول كلمة الحق لا يخشى في اللّه لومة لائم ...

فلو نثرت كل الآثار و الأخبار، و السير و الأشعار، و الحكم و الأمثال ... فإنها لا تخرج عملا فنيا متكاملا، إلا لمن توفرت له الملكة الأدبية، و كان حاذقا بارعا في صناعة الكلمة، و حسن التعبير، و دقة التحليل، و جمال العرض، و روعة البحث، و حلاوة اللفظ، و براعة الفكرة، و نبل القصد، و دقة الفهم ...

و قد تحقق كل هذا في الشيخ الطرطوشي- ي;-، الذي عاش بروحه‌

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست