responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 178

يعظم القدر، و بصالح الأخلاق تزكو الأعمال، و باحتمال المؤن يجب السّؤدد[1]، و بالحلم عن السفيه يكثر أنصارك عليه، و بالرفق و التّؤدة تستحق اسم الكرم، و بترك ما لا يعنيك يتمّ لك الفضل.

و اعلم: أن السياسة تكسو أهلها المحبّة، و الفظاظة تخلع عن صاحبها ثوب القبول. و من صغر الهمّة الحسد للصّديق على النعمة، و النّظر في العواقب نجاة، و من لم يحلم ندم، و من صبر غنم، و من سكت سلم، و من خاف حذر، و من اعتبر أبصر، و من أبصر فهم، و من فهم علم، و من أطاع هواه ضلّ، و مع العجلة النّدامة، و مع التّأني السلامة.

زارع البرّ يحصد السرور، و صاحب العقل مغبوط، و صديق الجاهل تعب.

إذا جهلت فاسأل، و إذا زللت فارجع، و إذا أسأت فاندم، و إذا ندمت فأقلع، و إذا أفضلت فاكتم، و إذا منعت فأجمل، و إذا أعطيت فأجزل، و إذا غضبت فاحلم، من بدأك ببرّه فقد شغلك بشكره.

المروآت كلها تبع للعقل، و الرّأي تبع للتجربة.

العقل أصله التثبّت و ثمرته السلامة، و التوفيق أصله العقل و ثمرته النّجاح، و التوفيق و الاجتهاد زوجان، فالاجتهاد سبب، و التوفيق ينجح بالاجتهاد، قال الله تعالى: وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [العنكبوت: 69] و الأعمال كلها تبع للمقدور.

و اختار العلماء أربع كلمات من أربع كتب.

من التوراة: من قنع شبع.

و من الزبور: من سكت سلم.

و من الإنجيل: من اعتزل نجا.

و من القرآن: وَ مَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ [آل عمران: 101].

الحلم شرف، و الصّبر ظفر، و المعروف كنز، و الجهل سفه، و الأيّام دول، و الدهر غير، و المرء منسوب إلى فعله، و مأخوذ بعمله.


[1] - المؤن: أى احتمال المئونة و القيام بكفاية القوم. و السؤدد: المجد.

اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست