اسم الکتاب : سراج الملوك المؤلف : الطرطوشي، أبوبكر الجزء : 1 صفحة : 159
ائتمن خائن على موضع الأمانات كان كاسترعاء
الذئب على الغنم، و من هذه الخصلة تفسد قلوب الرعايا على ملوكها، لأنه إذا اهتضمت
حقوقهم، و أكلت أموالهم، فسدت نيّاتهم، و أطلقوا ألسنتهم بالدعاء و التشكى، و
ذكروا سائر الملوك بالعدل و الإحسان، فكانوا كالبيت السائر الذى أنشدناه:
و
راعى الشاة يحمى الذئب عنها
فكيف
إذا الرّعاة لها ذئاب
و إذا خان أهل الأمانات، و فسد أهل الولايات، كان الأمر كما قال
الأول:
و روى عن النبى صلى اللّه عليه و سلم أنه قال: «من أشراط الساعة أن
تكون الزكاة مغرما و الأمانة مغنما»[2] فحينئذ
يدعو عليه الضعيف و أهل الصلاح، و يقعد له بالمراصد الشّرير، و يخامر عليه القوى،
و يقبح ثناؤه عند الجماعة، و يتمنّون الراحة منه، و ينظرون من يصلح لها[3] سواه.
[2] - الحديث: جزء من حديث طويل رواه الترمذى عن على
بلفظ:« إذا فعلت أمتى خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء ...» و ذكر منها:« أن تكون
الأمانة مغنما، و الزكاة مغرما». قال السيوطى: