وجودا، و أعظمها شهودا، وجود الميم و الواو
و النون المعطوفة أعجازها على صدورها بوسائط حروف العدل المؤيدة بسلطان كن فيكون،
ما لابد أن يكون و هى الألف فى قولك: واو الازمة حضرة الجود المنزل بالقدر
المعلوم، و إن كان غير مخزون. و الواو المضموم ما قلبها فى قولك: نون، و هى دليل
العلل الروحانية لقوم ينظرون. و الياء المكسور ما قبلها فى قولك: ميم و هى دليل
العلل الجسمانية لقوم يتفكرون. و صلى اللّه على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
تسليما كثيرا ما فضّل القلم و ما أجمل النون.
أما بعد:
فهذا منزل شريف يعطيك من المعارف الإلهية الوجودية ما يناسب فى
الشاهد الميمى و الواو و النون الذى آخرها أولها فلا أول و لا آخر. فاعلموا و فقكم
اللّه أن الحروف سرّ من أسرار اللّه تعالى و العلم بها من أشرف العلوم المخزونة
عند اللّه تعالى و هو العلم المكنون المخصوص به أهل القلوب الطاهرة من الأنبياء و
الأولياء و هو الذى يقول فيه الحكيم الترمذى[1]"
علم الأولياء" و لنا فى موضوعات عجيبة منها كتاب فى الفتح المكى[2] و سيط
[1] -محمد بن على الترمذى الحكيم، من كبار و أوائل
الصوفية المؤلفين، توفى فى أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع، انظر ترجمته
فى السلمى، طبقات الصوفية.
[2] -الفتوحات المكية، السطر الأول، القاهرة 1985،
الصفحات من 295 إلى 361، و السطر الثالث، الصفحات من 201 إلى 208.