و صلى اللّه على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا. قال
شيخنا و إمامنا و سيدنا الشيخ الإمام العالم المحدّث نسيج دهره، و فريد عصره، شيخ
الطريق و إمام التحقيق، محيى الدين أبو عبد اللّه محمد بن على بن محمد ابن أحمد بن
العربى الحاتمى الطائى الأندلسى، قدس اللّه سره، و أعاد علينا من بركاته، آمين.
الحمد للّه فاتح الغيوب و شارح الصدور و عاطف الإعجاز بفنون الاعجاز
على الصدور، و واهب العقول أنواع المعارف عند الورود و محلّيه بها عند الصدور،
مخصص أهل المعرفة بخصائص الأسماء و خواص الحروف، جاعل الحروف أمة من الأمم، مودعها
ما تعطيه ذواتها من الحكم عند تركيبها و انفرادها مع الهمم كق و ش و ع، فهذه حروف
مفردة و هى من جملة ما يعطيه من الكلم، وضعها على ضروب شتى من الوضع بحكم ما تعطيه
حقيقة الطبع. فلها مراتب فى المعارف الروحانية، و مراتب فى المخارج الظلمانية، و مراتب
فى المدارج الرقمية، و ذلك بتقدير العزيز العليم. و من أسناها