اسم الکتاب : سر الأسرار و مظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار المؤلف : الجيلاني، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 29
و أمّا ذكر النّفس: فهو ذكر غير مسموع
بالحروف و الصّوت، بل مسموع بالحسّ و الحركة في الباطن.
و أمّا ذكر القلب: فهو ملاحظة القلب ما في ضميره من الجلال و الجمال.
و أمّا نتيجة ذكر الرّوح: فهو مشاهدة أنوار تجلّيات الصّفات.
و أمّا ذكر السّرّ: فهو مراقبة مكاشفة الأسرار الإلهية.
و أمّا ذكر الخفيّ: فهو معاقبة أنوار جمال الذّات الأحديّة في مقعد
صدق.
و أمّا ذكر أخفى الخفيّ: فهو النّظر إلى حقيقة الحقّ اليقين، و لا
يطّلع عليه غير اللّه تعالى. كما قال اللّه تعالى:
... فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى
[طه: الآية 7] و ذلك أبلغ كلّ عوالم، و أنهى كلّ مقاصد.
اعلم أن ثمّة روحا آخر، و هو ألطف من الأرواح كلّها: و هو طفل
المعاني، و هو لطيفه داعية بهذه الأطوار إلى اللّه تعالى. و قالوا: هذه الرّوح لا
تكون لكلّ واحد بل هي للخواصّ كما قال اللّه تعالى:
... يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ ... [غافر: الآية 15] و هذه الرّوح ملازمة عالم القدرة، و مشاهدة عالم
الحقيقة لا تلتفت إلى غير اللّه تعالى قطّ كما قال رسول اللّه 6: «الدّنيا حرام على أهل الآخرة، و الآخرة حرام على أهل الدنيا، و هما
حرامان على أهل اللّه»[1].
و طريق الوصول إلى اللّه تعالى متابعة الجسم على الصّراط المستقيم
بأحكام الشّريعة ليلا و نهارا، و دوام ذكر اللّه تعالى فرض قائم على الطّالبين كما
قال اللّه تعالى: