فَقَالَ: أَمَّا الْعِمَامَةُ فَسُلْطَانُ اللَهِ تَعَالَى، وَ أَمَّا السَّيْفُ فَعِزَّةُ اللَهِ، وَ أَمَّا الْكِتَابُ فَنُورُ اللَهِ، وَ أَمَّا الْعَصَا فَقُوَّةُ اللَهِ، وَ أَمَّا الْخَاتَمُ فَجَامِعُ هَذِهِ الامُورِ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَ ءَالِهِ وَ سَلَّمَ: وَ الامْرُ يَخْرُجُ إلَى عَلِىٍّ ابْنِكَ.
قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا يَزِيدُ! إنَّهَا وَدِيعَةٌ عِنْدَكَ؛ فَلَا تُخْبِرْ بِهَا إلَّا عَاقِلًا، أَوْ عَبْدًا امْتَحَنَ اللَهُ قَلْبَهُ لِلإيمَانِ، أَوْ صَادِقًا. وَ لَا تَكْفُرْ نِعَمَ اللَهِ تَعَالَى، وَ إنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَةِ فَأَدِّهَا؛ فَإنَّ اللَهَ تَعَالَى يَقُولُ: إِنَّ اللَهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الامنتِ إِلَى أَهْلِهَا [1]، وَ قَالَ اللَهُ عَزّ وَ جَلَّ: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهدَةً عِندَهُ و مِنَ اللَهِ.
[2]
فَقُلْتُ: وَ اللَهِ مَا كُنْتُ لِافْعَلَ هَذَا أَبَدًا.
قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ثُمَّ وَصَفَهُ لِى رَسُولُ اللَهِ صَلَّى اللَهُ عَلَيْهِ وَ ءَالِهِ وَ سَلَّمَ، فَقَالَ: عَلِىٌّ ابْنُكَ الَّذِى يَنْظُرُ بِنُورِ اللَهِ، وَ يَسْمَعُ بِتَفْهِيمِهِ [3]، وَ يَنْطِقُ بِحِكْمَتِهِ، يُصِيبُ وَ لَا يُخْطِى، وَ يَعْلَمُ وَ لَا يَجْهَلُ، وَ قَدْ مُلِى حُكْمًا [4] وَ عِلْمًا. وَ مَا أَقَلَّ مُقَامَكَ مَعَهُ، إنَّمَا هُوَ شَىْءٌ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ. فَإذَا رَجَعْتَ مِنْ سَفَرِكَ فَأَصْلِحْ أَمْرَكَ وَ افْرُغْ مِمَّا أَرَدْتَ، فَإنَّكَ مُنْتَقِلٌ عَنْهُ وَ مُجَاوِرٌ غَيْرَهُ، فَاجْمَعْ وُلْدَكَ وَ أَشْهِدِ اللَهَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا؛ وَ كَفَى بِاللَهِ شَهِيدًا.
ثُمَّ قَالَ: يَا يَزِيدُ: إنِّى أُوخَذُ فِى هَذِهِ السَّنَةِ وَ عَلِىٌّ ابْنِى سَمِىُّ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ سَمِىُّ عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أُعْطِىَ فَهْمَ الاوَّلِ وَ عِلْمَهُ وَ نَصْرَهُ [5] وَ رِدَآءَهُ. وَ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ إلَّا بَعْدَ هَرُونَ بِأَرْبَعِ سِنِينَ، فَإذَا مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِينَ فَاسْأَلْهُ عَمَّا شِئْتَ، يُجِيبُكَ إنْ شَآءَ اللَهُ
______________________________ [1] صدر آيه 58، از سوره 4: النّسآء
[2] قسمتى از آيه 140، از سوره 2: البقرة
[3] بِتَفَهُّمِهِ- خ ل
[4] حِلْمًا- خ ل
[5] بَصَرَهُ- خ ل