كانت تحيط بهم البلايا الدنيويّة، فيجدون
الخلاص. و هذا هو مقام الولاية المعنويّة الكبرى الذي كان يدفع الهموم و الغموم عن
الأنبياء.
و هذا المقام و إن كان معلوماً عندهم إجمالًا، و على أساسه كانوا
يتوسّلون بمقامات الأطهار العالية، ولكنّ كيفيّته و خصائصه بقيت مجهولة لديهم إلى
أواخر حياتهم :. نعم يستفاد من القرآن الكريم حصول حالتين للنبيّ
إبراهيم 7- لكن لا على نحو الدوام- استطاع فيهما أن يشهد الحقائق
العالية و الفيوضات الكاملة، و سيتحقّق هذا المقام في المنزل الآخر.
مقام «الصلاح» أرفع من مقام «الإخلاص»
قبل الاستعانة بالقرآن الكريم للاستدلال على هذه القضيّة، نذكر أنَّ
لمقام الإخلاص مراتب تشكيكيّة، و قد نصّ القرآن على وصول عدّة من الأنبياء لمرتبة
الإخلاص، و مع هذا كله هناك مقام أعلى و أعظم لم يصلوه، و كانوا يتضرّعون إلى الله
تعالى بغية الوصول إليه، كما نجد ذلك في القرآن الكريم حكاية عن النبيّ يوسف
7 الذي كان من المخلَصين: إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا
الْمُخْلَصِينَ،[1] مع هذا فقد كان يطلب من الله تعالى أن يلحقه بالصالحين: