يجب على السالك بعد هذه المرحلة أن يتغلّب في المجاهدة على الآثار
الضعيفة لوجوده، و يزيل بقاياها المختفية فيه كاملًا و من الجذور، حتّى يقدر أن
يضع قدمه في بساط التوحيد المطلق، و هذا العالم هو عالم الفتح و الظفر. و بهذا
تكون العوالم الاثنا عشر قد طويت، و هذا الشخص الذي عبر الهجرة العظمى و الجهاد
الأعظم و صار فاتحاً و مظفّراً سوف يدخل عالم الخلوص، و قد دخل في مضمار إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ،[2] و قامت
بذلك قيامته النفسيّة العظمى، و تخطّي الأجسام و الأرواح و جميع التعيّنات،
مُفنياً ذاته عنها جميعاً، واضعاً قدمه في عالم اللاهوت، ليخرج من تحت كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ.[3]
فمثل هذا الإنسان قد مات بالموت الإراديّ، و لهذا قال رسول الله صلّى الله عليه و
آله: