الاولى: الأنبياء الكرام :، حيث
و لا شكّ كانت لهم رابطة مع عوالم ماوراء المادّة، ولكنّهم بحكم الحديث القائل: نَحْنُ مَعَاشِرَ الأنْبِيَاءِ امِرْنَا أنْ نُكَلم النَّاسَ عَلَى
قَدْرِ عُقُولهمْ[1]
اضطرّوا أن يعبّروا عن هذه الحقائق تعبيراً قابلًا لإدراك عامّة الناس له؛ و لهذا
غضّوا النظر عن بيان الحقائق النورانيّة و الغاية الساطعة، و لم يفصحوا عن تبيان
ما لا يخطر على قلب بشر، و كانوا يعبّرون عن حقيقة مَا
لَا عَيْنٌ رَأتْ وَ لَا اذُنٌ سَمِعَتْ وَ لَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ[2]
بتعابير مثل الجنّة و الحور و القصور و غيرها، و لهذا اعترفوا في النهاية بأنَّ
حقائق تلك العوالم لا يحدّها وصف و لا يسعها بيان.
الثانية: طائفة من الناس كان نصيبهم- من خلال متابعة طريق الأنبياء-
التشرّف بإدراك هذه الحقائق و الفيوضات بقدر اختلاف استعداداتهم، و قد كان كلامهم
تحت ستار الاستعارة و التمثيل.
مقاما الخلوص و الإخلاص
عالم الخلوص و الإخلاص
و ليعلم أنَّ الوصول إلى هذه المقامات و الدرجات لا يمكن
[1] -« توحيد علمي و عيني»(/ التوحيد العلميّ و
العينيّ) ص 136.
[2] -« المحجّة البيضاء» ج 7، ص 57؛ و« بحار الأنوار» ج
8، ص 92.