رضوان الله عليه. هذه هي سلسلة أساتذتنا
التي تعود إلى المرحوم الشوشتريّ و أخيراً إلى الرجل النسّاج. فمن كان هذا
الإنسان؟ و من أين كان يحصل على هذه المعارف، و بأيّ وسيلة؟ لا نعلم شيئاً من ذلك.
و منهج الاستاذ القاضي مطابق لمنهج الاستاذ الكبير الملّا حسين قلي،
أي طريق معرفة النفس، فكانوا لنفي الخواطر يأمرون في المرحلة الاولى بالتوجّه إلى
النفس، و أن يُعيِّنَ السالك كلّ ليلة مقدار نصف ساعة أو أكثر لنفي الخواطر، و
فيها يتوجّه إلى نفسه، شيئاً فشيئاً و على أثر التوجّه القويّ تزول عنه الخواطر، و
تحصل له معرفة النفس، ليصل إلى الوطن المقصود إن شاء الله.
و أكثر الذين وُفِّقُوا لنفي الخواطر، و استطاعوا أن يُطَهِّروا
أنفسهم و يصفّوها حتّى ظهر فيها سلطان المعرفة، إنَّما كان ذلك منهم في إحدى
حالتين: الاولى، حين تلاوة القرآن المجيد، و الالتفات إلى القارئ الحقيقيّ للقرآن،
لينكشف لهم أنَّ قارئ القرآن هو الله جلّ جلاله.
الثانية، عن طريق التوسّل بمقام أبي عبدالله 7، لأنّ له
7 عنايات عظيمة في رفع الحجب و الموانع عن طريق سالكي طريق الله.