الخواطر و من ثمّ الاشتغال بالذكر، و لهذا
يأمرون السالك أوّلًا بالتوجّه إلى شيء من المحسوسات كالحجر أو الخشب و تركيز
النظر إليه مدّة لا يزيل نظره عنه قدر الإمكان، و يتّجه إليه بجميع قواه الظاهريّة
و الباطنيّة، و الأفضل أن يداوم على ذلك أربعين يوماً، و أثناء هذه المدّة يستفيد
من الأذكار الثلاثة: «الاستعاذة» و «الاستغفار» و ذكر «يا فَعَّال»، و يشتغل بها
بعد فريضتي الصبح و العشاء. بعد هذه المدّة يتوجّه إلى قلبه الصنوبريّ، و يديم
التوجّه إليه مدّة اخرى توجّهاً تامّاً، و لا يسمح لخيال آخر- غير هذا الخيال- أن
يجد طريقاً إليه، و خلال هذا العمل لو هجم عليه خاطر أو عَرَض له تشويش فإنَّه يستمدّ
العون من كلمة «لَا مَوجُودَ إلَّا الله» و كلمة الله.
فيداوم على هذا العمل مدّة حتّى يحصل له الذهول عن النفس. و يكون
الذكر خلال هذه المدّة «الاستغفار» و ذكر «يا فعَّال» و تكرر اسم «يا باسِط»، و
عندما يصل السالك إلى هذه المرحلة يُؤذَن له أن يتمّ بقيّة المرحلة بواسطة الذكر
النفسيّ و الخياليّ، حتّى يندفع الخاطر مطلقاً، لأنَّ بقيّة الخواطر سوف تندفع
بذاتها بالدخول في مراتب الذكر و الفكر إن شاء الله»- انتهى ملخّصه.
و ليُعلم أنَّ طريقة نفي الخواطر هذه مأخوذة من الطريقة