لهذا و العياذ بالله من الممكن و على أثر
التجلّي الصفاتيّ أو الأسمائيّ يمكن أن يتخيّل أنَّ الله متّحد مع شخصيّته، و هذا
هو معنى الحلول و الاتّحاد و هو كفر و شرك. و الحال أنَّ معنى وحدة الوجود ينفي
كلّيّاً معنى التعدّد و التغاير، و يعدّ تمام الوجود المتصوّر مقابل الوجود
المقدّس للحضرة الالهيّة من الوهميّات، و يعتبره ظلًّا له، و السالك بواسطة
الارتقاء إلى هذا المقام يفقد تمام وجوده، و يُضيّع ذاته، و يصير فانياً، و لا
يدرك ذا وجود غير الذات المقدّسة في عالم الوجود وَ لَيْسَ في الدَّارِ غَيْرُهُ
دَيَّارٌ، فأين هذا من الحلول و الاتّحاد؟!
نفي الخواطر بسيف الذكر
أمّا نفي الخواطر: فهو عبارة عن تسخير القلب و السيطرة عليه حتّى لا
يقول قولًا أو يعمل عملًا أو يرد عليه خاطر أو تصوّر إلّا بإذن صاحبه واختياره، و
تحصيل هذه الحالة صعب جدّاً، و لهذا قالوا إنَّ نفي الخواطر من أعظم مُطَهِّرات
السِّرِ. فالسالك عندما يسير في مقام نفي الخواطر يلتفت فجأة إلى أنَّ سيلًا
جارفاً من الخواطر و الأوهام و الخيالات قد أحاط به، و حتّى تلك الخواطر التي لم
يكن يتصوّر أن تخطر على باله، من وقائع الماضي المختبئ أو الخيالات المستحيلة
الوقوع، فإنَّها تجد طريقاً إليه لتشغله بنفسها دائماً. ينبغي للسالك في هذا
المقام أن يبقى ثابتاً كالجبال الرواسي