كثيراً، و أمعنوا في توصية تلاميذهم به،
سواء كان في العمل و الأوراد و الأذكار، أم في الواردات و المكاشفات و الحالات، بل
و في الموارد التي لا يمكن التزام التقيّة فيها، و يكون السرّ فيها أقرب إلى
الذياع و الانكشاف، صرّحوا بلزوم التورية و الكتمان حتّى لو كان كتمان السرّ
مستلزماً لترك العمل يجب رفع اليد عنه.
فبالتقيّة و الكتمان تتقلّص المصائب و الشدائد معهما، و ترك التقيّة
يؤدّي إلى ازدياد الفتن و البلايا و المصائب، لكن على الرغم من ذلك ينبغي للسالك-
حين بروز المصاعب- مواصلة السير مستعيناً بالصبر و الاحتمال:
المراد من الصلاة في هذه الآية هو نفس المعنى اللغويّ، أي الالتفات
إلى الربّ العظيم، و هكذا تخفّ الشدائد و المصائب بذكر الله و الصبر و الاحتمال، و
يسير السالك نحو النصر و النجاح، و لهذا نجد أنَّ نفس اولئك الذين ينتحبون لجرح
يصيب أيديهم