رسول الله صلّى الله عليه و آله ب- «يا
أحمد» و المذكورة في «إرشاد الديلميّ» و الجزء السابع عشر من «بحار الأنوار» يوجد
تفاصيل عجيبة بشأن الجوع، تبيّن خصائصه في السير و السلوك بشكل مدهش. و ينقل
المرحوم الاستاذ القاضي رضوان الله عليه رواية غريبة بشأن الجوع، و هي:
«كان في زمان الأنبياء الماضين ثلاثة رجال قد تصاحبوا في سفر، و
عندما حان الليل تفرّق كلّ واحد منهم للاستراحة، و اتّفقوا على الالتقاء في اليوم
التالي في وقت محدّد، فنزل أحدهم ضيفاً عند معارفه، و الآخر نزل في أحد المضايف، و
أمّا الثالث فلم يكن لديه مكان، فقال في نفسه: فلأذهب إلى المسجد و أكون ضيفاً عند
الله، و بقي هناك جائعاً إلى الصباح. و في اليوم التالي التقوا في الموعد المحدّد،
و أخذ كلّ واحد منهم يروي ما حصل له في الأمس، فأوحى الله تعالى إلى نبيّ ذلك
الزمان أن قل لضيفنا: إنّنا قبلنا ضيافته، و قد أردنا أن نحضر له أفضل غذاء، لكن
عندما بحثنا في خزائن الغيب لم نجد له أفضل من الجوع غذاءً».
العزلة و أقسامها
الخامس عشر: العزلة
و هي على شكلين: العزلة العامّة، و العزلة الخاصّة.
العزلة العامّة، عبارة عن اجتناب و اعتزال غير أهل الله،