و يسير في هذا السبيل، فإنَّ الطريق الذي
يجب طيّه في سنوات يطويه في مدّة قليلة. و أحد الموارد التي استفيد فيها من هذه
الطريقة في القرآن الكريم، كلمة الاسترجاع:
إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
فالإنسان يستطيع حين الشدائد و المصائب و نزول البلايا و الفتن أن
يسكِّن نفسه بطرق مختلفة، كأن يتذكّر أنَّ الموت للجميع، و المصيبة تحلّ على كلّ
الناس، و بهذه الوسيلة تهدأ نفسه شيئاً فشيئاً. ولكنَّ الله يقصّر الطريق بواسطة
الطريقة الإحراقيّة و تلقين كلمة الاسترجاع، و يرفع المشكل مرّة واحدة، لأنَّ
الإنسان لو تذكّر أنَّ نفسه و كلّ متعلّقاتها و ما يملكه هو ملك مطلق لله، قد اعطي
له ذات يوم و سوف يؤخذ في يوم آخر، و لا حقّ لأحد في التدخّل فيه، عندما يدرك
الإنسان جيّداً أنه منذ البدء لم يكن مالكاً، و إنّما كان عنوان الملكيّة له
مجازيّاً و قد كان يتخيّل أنه المالك، سوف لن يتأثّر في حال فقدانه، فإذا بافقه
مُتَّسع، و طريقه معبّد.
فإدراك السالك أنَّ الله تعالى فطره على الحرص و الطمع كإدراكه أنَّ
الخالق الغنيّ خلق عبده فقيراً محتاجاً قد خمرت طينته بالفاقة و العوز، و أنَّ
السؤال و الطلب لديه- باعتباره لازم فقره