و منهم: مَن غلب[3] عليه
الوسوسة في النّيّات. لا يدعه الشّيطان أن يعقد نيّة صحيحة في شيء من الطّاعات،
بل يشوّش عليه حتّى يحرمه الجماعات، و ربّما يخرج صلواته عن فضائل الأوقات، و إن
تمّ له تكبيرة بمماشاة من طويّته، فهو بعد في تردّد من صحّة نيّته، و قد يغيّر
صيغة التّكبير لشدّة الاحتياط و الاختباط؛ و ذلك كلّه لجهله بمعنى النّيّة، و
إنّما ليست إلّاانبعاث الطّويّة.
و لعلّ فيهم: مَن يحسب أنّه إذا أتعب نفسه[4]
هنالك، و تميّز من العامّة بذلك، فلا عليه أن لا يقبل على صلاته[5]،
فيتمّها من غير حضور، و لا يبتغي إلى الإقبال سبيلًا،
«وَ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا».[6]