اسم الکتاب : سفينة النجاة و الكلمات الطريفة المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 73
تخجيل مَن يزعم أنّه أرفع عنداللَّه من أن يبتليه
و منهم: من يزعم أنّه بريء في أخلاقه من أمثالها؛ لأنّه أرفع
عنداللَّه من أن يبتليه بأرذالها، و إنّما يبتلي بها العوام؛ دون من بلغ مبلغه في
العلم و المقام. فإذا ظهر عليه من نفسه لشيء منها مخائل، هيّأ لها من التّأويل
محامل، و أوّلها إلى الخير و الإحسان؛ و «عند الامتحان يكرم المرء أو يهان». ترى
أحدهم إذا عثر على عثرة من عثرات أحد إخوانه، أخذ يقع فيه، و يسلقه بلسانه؛ بل،
لايزال دأبه أن يطّلع غيوبهم، و يتّبع عيوبهم.
«أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ».[1]
تدقيق مَن بقيت في زوايا قلبه من مكايد الشّيطان خفايا و من خدايع
النّفس خبايا
و منهم: من تنزّه عن الأمرين، و تبرّأ من أكثر الشّين إلّاأنّه بقيت
في زوايا قلبه من مكايد الشّيطان خفايا، و من خدايع النّفس خبايا. تراه يسهر ليله
في جمع العلوم و ترتيبها و تحسين الألفاظ و تزيينها، زعماً منه أنّ ذلك للإرشاد، و
حسن التّأثير في الرّشاد. و لعلّ باعثه الخفّي طلب الذّكر في العباد، و انتشار
الصّيت في البلاد؛